توقعت مصارف عالمية أن تُعلّق تركيا خفض أسعار الفائدة
على الليرة، بعد أسبوع مضطرب شهدته الأسواق المالية في البلاد، وفق وكالة بلومبيرغ
اليوم الأربعاء. وبحسب الوكالة، فقد سارعت البنوك العالمية إلى تغيير توقعاتها
لأسعار الفائدة بعد موجة بيع حادة لليرة التركية، مدفوعةً باعتقال رئيس بلدية
إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، يوم الأربعاء الماضي. وهو اليوم الذي شهد انخفاض قيمة
الليرة بنسبة تصل إلى 11% إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.
وقبل اعتقال إمام أوغلو، كان مراقبو السوق التركية شبه
متفقين على أن البنك المركزي سيعلن عن خفض رابع على التوالي لأسعار الفائدة في
اجتماعه القادم في 17 إبريل، مع انخفاض التضخم بأكثر من المتوقع إلى 39% على أساس
سنوي في فبراير.
لكن خبراء استراتيجيين في بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي،
بقيادة فينيكس كالين، تراجعوا عن دعوتهم الأولية لخفض أسعار الفائدة التركية،
قائلين إنهم يتوقعون الآن بقاء أسعار الفائدة دون تغيير عند 42.5%، لافتين إلى أن
الخفض التالي سيأتي في يونيو.
ووفق التقرير، فإنه في 24 مارس، غيّرت زمرد أوغلو،
الخبيرة الاقتصادية في بنك أوف أميركا للأوراق المالية، توصيتها بخفض الفائدة
بمقدار 200 نقطة أساس إلى الإبقاء عليها. كما عدّلت سعر الفائدة الرئيسي لنهاية
العام من 30.5% إلى 32.5%. وقالت: "إذا لاحظ البنك مزيداً من مخاطر الدولرة
المحلية، فقد يرفع سعر الفائدة الرئيسي أيضاً". وأفادت "بلومبيرغ"
أن مسؤولين اقتصاديين أتراك أبلغوا المستثمرين، يوم الثلاثاء، أنه سيتعين عليهم
مراجعة البيانات، وامتنعوا عن إصدار توجيهات صريحة بشأن أسعار الفائدة.
وعقد البنك المركزي التركي الأسبوع الماضي اجتماعاً غير
مقرر للجنة السياسة النقدية للدفاع عن الليرة، تقرر خلاله رفع سعر الإقراض لليلة
واحدة إلى 46% من 44%. وأبقى سعر إعادة الشراء المرجعي لمدة أسبوع دون تغيير عند
42.5%.
وقبل الأحداث الأخيرة، واعتقال رئيس بلدية إسطنبول صرحت
هاندي كوتشوك، من مصرف مورغان ستانلي، بأنها تتوقع خفضاً رابعاً بمقدار 250 نقطة
أساس في إبريل. وأضافت: "نظراً للتأثير الأولي على العملة وتزايد حالة عدم
اليقين"، بالإضافة إلى رفع سعر الفائدة المؤقت، تتوقع كوتشوك الآن تثبيت سعر
الفائدة الشهر المقبل. وقالت إن ذلك "سيعزز ثقة الأسواق، وقد يساعد في تخفيف الآثار
المحتملة لارتفاع حالة عدم اليقين على سعر الصرف وتوقعات التضخم"، رافعةً
توقعاتها لمعدل التضخم في نهاية العام إلى 29% من 27.5%، وتوقعاتها لتثبيت سعر
الفائدة من 30.5% إلى 33.5%، وفق بلومبيرغ.
كما غيّر فاتح أكتشيليك، الخبير الاقتصادي في "جي بي
مورغان تشيس" كذلك توقعاته من خفض سعر الفائدة إلى تثبيته عقب الاجتماع
الطارئ للجنة السياسة النقدية. ويتوقع أكتشيليك الآن تخفيضات في أسعار الفائدة
بمقدار 150 نقطة أساس، بدءاً من يونيو/حزيران في كل اجتماع، ليصل سعر الفائدة
بنهاية العام إلى 35%. وبدأ البنك المركزي سلسلة تخفيضات أسعار الفائدة في
ديسمبر/كانون الأول، بهدف إبطاء التضخم إلى 24% بنهاية العام.