حقق قطاع السياحة والضيافة في قطر انتعاشاً ملحوظاً إذ سجّل مؤشر أداء الفنادق للربع الثاني من العام الجاري، 118 نقطة، متفوقًا بنسبة 19% عن مقياس 2019 قبل جائحة كورونا، مع توقعات بنمو القطاع بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 11% حتى عام 2028، ونمو عدد الغرف الفندقية لتصل إلى 40 ألف غرفة مع نهاية العام الجاري. ويتوقع أن يسهم قطاع السياحة والسفر بنحو 124.2 مليار ريال (37.1 مليار دولار) في الاقتصاد القطري خلال 2025، بما يمثل 15% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وفقًا لتقديرات المجلس العالمي للسفر والسياحة، كذلك تشير التوقعات إلى بلوغ إجمالي إنفاق الزوار الدوليين نحو 98.8 مليار ريال في 2025.
وكشف المؤشر الصادر حديثًا عن شركة "كي بي ام جي" قطر أن اقتصاد السياحة في قطر أصبح أقل اعتمادًا على الفعاليات الكبرى النادرة، وأكثر اعتمادًا على الطلب الإقليمي المستمر وتكرار الزيارات، وخصوصًا بعد أن أطلق جهاز قطر للسياحة حملة ترويجية جديدة تستهدف أسواق دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا وأسيا والمحيط الهادي. وتهدف قطر إلى زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 7% إلى 12% بحلول عام 2030 مع استهداف سبعة ملايين سائح مع نهاية العقد، وهو ما يأتي مدفوعًا باستراتيجية التنمية الوطنية التي تهدف إلى التنويع الاقتصادي وتعزز مساهمة مختلف القطاعات في الناتج المحلي.
واستقبلت قطر أكثر من 1.5 مليون زائر دولي في الربع الأول من العام الجاري، فيما كان إجمالي عدد الزوار في 2024 قرابة خمسة ملايين زائر، وتميز موسم عيد الفطر 2025 بتحقيق أعلى معدلات وصول سياحي في السنوات الثلاث الأخيرة، بزيادة 26% عن الفترة نفسها في 2024، وتصدر الزوار القادمون من دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 36%، يليهم القادمون من أوروبا بـ28%، وبلغ متوسط إشغال الفنادق في الربع الأول نحو 71% مع 2.6 مليون ليلة فندقية، فيما استقبل موسم الرحلات البحرية نحو 360 ألف زائر على متن 87 باخرة، مسجلًا نموًا بنسبة 19% في عدد السفن مقارنة بالموسم السابق.
وتتبنى قطر استراتيجية مركبة تجمع بين الترويج الدولي واستضافة الفعاليات البارزة وتطوير عناصر جذب سياحي جديدة، إضافة إلى الاهتمام بالسياحة البيئية والمواقع والمحميات الطبيعية. واختتمت مساء أول من أمس الاثنين فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان قطر للألعاب، بعد 30 يومًا من الحماسة والإبداع والمرح العائلي في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، واستقطب المهرجان أكثر من 130 ألف زائر، متجاوزًا أرقام الحضور في النسخة السابقة بنسبة 12%، ما عزز مكانته إحدى أبرز فعاليات الصيف للعائلات وللأطفال من مختلف الأعمار.