تعريف فترة الاسترداد :
فترة الاسترداد هي المدة الزمنية التي يحتاجها المشروع لاستعادة التكلفة الأولية للاستثمار من التدفقات النقدية الناتجة عنه. يُستخدم هذا المؤشر في تحليل الاستثمار لتحديد مدى سرعة استرداد رأس المال المستثمر، وهو مهم لاتخاذ القرارات المالية، خاصة في المشاريع ذات المخاطر العالية.
كيفية حساب فترة الاسترداد :
يتم حساب فترة الاسترداد باستخدام الصيغة التالية:
فترة الاسترداد= التكلفة الأولية للاستثمار/ التدفقات النقدية السنوي
على سبيل المثال، إذا كانت تكلفة مشروع استثماري 100,000 دولار، ويحقق تدفقات نقدية سنوية قدرها 20,000 دولار، فإن فترة الاسترداد تكون:
100.000/20.000 = 5 سنوات
اختلاف فترة الاسترداد حسب القطاع:
تختلف فترة الاسترداد من مشروع إلى آخر حسب طبيعة القطاع الذي ينتمي إليه المشروع ، حيث تتأثر بعدة عوامل مثل حجم الاستثمار، طبيعة التدفقات النقدية، والمخاطر المرتبطة بالقطاع، حيث أن بعض القطاعات تتطلب استثمارات ضخمة وتستغرق وقتًا أطول لاسترداد رأس المال، بينما تكون الفترة أقصر في قطاعات أخرى.
على سبيل المثال:
أولا / التجارة الإلكترونية والتجزئة: عادةً ما تسترد رأس المال في فترة قصيرة بسبب سرعة دوران المخزون.
ثانيا / قطاع التكنولوجيا والتطبيقات الرقمية: غالبًا ما تكون فترة الاسترداد قصيرة، لأن المشاريع التقنية تتطلب رأس مال أقل وتحقق عائدات سريعة إذا نجحت. الخدمات الرقمية (مثل تطبيقات الهاتف والمواقع الإلكترونية التي تحقق عائدات سريعة بتكاليف تشغيل منخفضة).
ثالثا / قطاع المطاعم: فترة الاسترداد متوسطة، حيث تحتاج هذه المشاريع إلى وقت لبناء قاعدة عملاء واستقرار الإيرادات. المشاريع الصغيرة مثل المطاعم والمقاهي تحقق تدفقات نقدية يومية أو شهرية.
رابعا / قطاع الصناعة والتصنيع: فترة الاسترداد طويلة نسبيًا، بسبب التكلفة العالية للمعدات والبنية التحتية، كما أن التدفقات النقدية قد تكون غير منتظمة.
خامسا / قطاع العقارات والبنية التحتية: يتميز بفترة استرداد طويلة جدًا، لأن هذه الاستثمارات تحتاج إلى سنوات حتى تحقق عائدًا ماليًا ملحوظً، حيث تحتاج إلى استثمارات ضخمة وعائدات طويلة الأجل.
سادسا / التعليم والصحة: بناء الجامعات والمستشفيات يتطلب استثمارات ضخمة، لكن العائدات تكون تدريجية وعلى مدى سنوات طويلة.
مزايا فترة الاسترداد :
أولا / سهولة الحساب: لا تتطلب تحليلًا ماليًا معقدًا.
ثانيا / قياس سرعة استرداد رأس المال: مفيد لتقييم المخاطر والسيولة.
ثالثا / ملائم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة: حيث يفضل المستثمرون استعادة أموالهم بسرعة.
عيوب فترة الاسترداد :
أولا / تجاهل القيمة الزمنية للنقود: لا تأخذ في الاعتبار تأثير التضخم أو تغير قيمة المال بمرور الوقت.
ثانيا / عدم قياس الربحية بعد الاسترداد: لا تعكس مدى ربحية المشروع على المدى الطويل.
ثالثا / عدم الدقة مع التدفقات النقدية غير المنتظمة: قد تكون غير مناسبة للمشاريع ذات الإيرادات المتغيرة.
الخلاصة
فترة الاسترداد أداة مفيدة لتقييم سرعة استعادة رأس المال، لكنها لا تكفي وحدها لتحديد جدوى الاستثمار. يجب دمجها مع مؤشرات مالية أخرى مثل صافي القيمة الحالية (NPV) ومعدل العائد الداخلي (IRR) للحصول على رؤية شاملة حول أداء المشروع.